هبة أبو جزر
هبة أبو جزر


إشارات الخطر..  كيف يعيش أبناء غزة الصُم تجربة القصف بدون سماع أصواتها 

إسراء ممدوح

الجمعة، 08 ديسمبر 2023 - 09:20 م

في سياق الحرب على غزة، يعيش سكان هذا القطاع المنكوب تحديات وتجارب قاسية لا تعد ولا تحصى، تتنوع حكاياتهم وتختلف كل قصة عن الأخرى، ومع كل غارة تدوي في سماء القطاع يعيش أهالي قطاع غزة في حالة من الرهبة، حيث يعلمون بأن صدى تلك الأصوات تحمل في طياتها مخاطر قد تودي بتدمير منازلهم، أو شوارعهم، أو حتى مؤسساتهم. 

أما أبناء غزة الصُم فيعيشون تجربة فريدة في هذا الوقت، حيث يتفاعلون مع الأجواء المشحونة بإشارات الخطر المحيطة بهم، متزامنة مع صدى أصوات القصف الإسرائيلي الذي يلوح في أفق القطاع من حين لآخر.

وشاركت إحدى السيدات الشابات من بين الأشخاص الصم في غزة، تدعى هبة أبو جزر ذات الـ29 عامًا قصتها من خلال لغة الإشارة، حين اخترق القصف الإسرائيلي الحي الذي تعيش فيه، وكيف تعي بأصوات الغارات التي تدوي في سماء القطاع من حولها، مشيرة إلى تجربتها الصعبة خلال الحرب، حيث يكون التأثير عليها أكثر صعوبة بسبب فقدانها حاسة السمع.

 قالت هبة، إن الحياة تصبح أكثر صعوبة بالنسبة لها، حيث لا تستطيع سماع أي شيء، وعندما تكون نائمة، تجهل ما يحدث من حولها، ويوقظها أفراد عائلتها من النوم لإعلامها بالقصف في حال سماعهم للانفجارات والهجمات الإسرائيلية خارج المنزل، حسبما أفادت "بي بي سي" الإخبارية.

وأضافت أبو جزر، أنها وعائلتها لم يكونوا قادرين على اللجوء إلى مدارس الإيواء بسبب امتلائها بالنازحين، لذا بقوا في منزلهم رغم القصف الإسرائيلي المستمر على منطقتهم.


رحلة «هبة أبو جزر» في عالم الصم ورسالتها للعالم

تعتبر هبة أبو جزر ناشطة شابة واجتماعية وتسعى إلى نشر لغة الإشارة وتعليمها، على الرغم من فقدانها لحاسة السمع منذ الطفولة، إلا أنها استمرت في التعلم وحصلت على دورات تدريبية في مختلف مراحل حياتها. 

وقادت هبة، مبادرة اجتماعية تهدف إلى تعزيز لغة الإشارة بين المواطنين، مما يساعد على تعزيز التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من التفاعل مع المحيط الاجتماعي، كما تضع وقتها في اكتساب مجموعة متنوعة من الدورات، خاصةً في مجالات التصوير ومعالجة الصور الرقمية، وتحمل خبرة وافرة تؤهلها لتكون معلمة تفخر بنفسها وبقوة إرادتها.

وتتبنى هبة أسلوبًا إبداعيًا في مجال صناعة الأفلام الكرتونية والرسوم المتحركة، حيث تركز على تسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة السمعية، مثل حقهم في العمل وأهمية استخدام لغة الإشارة. تعمل بجد لتغيير الواقع الاجتماعي لهذه الفئة وتعزيز إدماجهم في المجتمع، وبفضل إلمامها الفني ورغبتها في نقل رسائل إيجابية، تتطلع هبة إلى تحقيق تأثير إيجابي يمتد بعمق في مجتمعها.

وتمتلك هبة، لوحًا فنيًا جميلةً للغاية، وتقوم بتصميم أعمالها باستخدام الهاتف واللاب توب، وأعربت عن حبها للتصميم والتصوير كثيرًا، لأن تلك اللحظات، تتناسى فيها كل همومها وتغوص في عالم الإبداع.

وأخيرًا، تحلم الشابة هبة، بالسفر لتطوير مهاراتها وتعلم لغة الإشارة بشكل أعمق، وتقول بأمل كبير: "أتمنى تطوير قدراتي ورسالتي إلى العالم "أن تنتهي الحرب قريبًا".


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة